قال: [وليست هذه المسألة نظير المفاضلة بين الأنبياء] عندما يأتي شخص يقول: لا مفاضلة بين الملائكة والنبيين لأنها مثل المفاضلة بين الأنبياء فيما بينهم لقوله صلى الله عليه وسلم: {
لا تفضلوني على موسى} وقوله: {
لا تفضلوني على يونس} فبعض أهل البدع فهم منها هذا، فمنهم من يقول: لا تفضل بعض النبيين على بعض، ولا تفضل بعض القرآن على بعض؛ لأن الأنبياء كلهم رسل الله وأنبياؤه، والقرآن كله كلام الله. وبعض الناس يقول: كنت أظن بعض الأنبياء أفضل وبعض الآيات أفضل. فيتوب في نظرهم، وهذا من القول على الله بغير علم، وسببها يرجع إلى المذاهب الباطلة.
نقول: أما الرسل فإن الله قد نص على التفضيل بينهم، قال تعالى: ((
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ))[البقرة:253] .. وقال تعالى: ((
وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ))[الإسراء:55] والقرآن فيه تفضيل سورة الفاتحة والإخلاص والكافرون والأنعام وآية الكرسي والآيات من آخر البقرة على غيرها.. وسبب الأفضلية: أن فيها إخباراً عن الله، وعما يتعلق بتعريف الخلق برب العالمين وبصفاته وحقه على عباده، أما القصص فهو بيان لحال من اتبع أو خالف، والإخبار عن الجنة والنار لبيان عاقبة المطيعين والمخالفين لهذا الأصل الذي هو معرفة الله، ولهذا كانت آية الكرسي وآيات سورة الإخلاص والفاتحة آيات تعريف وتحميد وتمجيد وحق لله محض وهو إياك نعبد وإياك نستعين، ودعاء ...
والتفضيل بين الأنبياء وارد، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: {
لا تفضلوني على موسى} فله عدة أوجه: منها: أن لا يكون من باب العصبية، أو أنه كان قبل أن يعلم صلى الله عليه وسلم أنه أفضل الأنبياء، ومما لا شك فيه أنه صلى الله عليه وسلم عندنا أفضل من كل الأنبياء وكل الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.